جزء مني هنا أحلامــــــــي ,,, زكريـــــاتي ,,, كلي كنت هنا

28‏/09‏/2009

احبك امي ...




هل وقف العالم يا أمي الآن؟؟
كثيرا مانصرخ بصوت أبكم يؤلم الأصم إذا سمع ...نخاف أن نبكي بصوت مرتفع حتى لانتهار نكتفي بالابتسامة الشاحبة التي تجعد ملامحنا وقلوب يعتصرها الألم.. لم اختبر يوماً أنني قوية كذلك اليوم ولم اعرف أبدا أنني هشة كبيوت العنكبوت كذلك اليوم..

يومها استيقظت الساعة الخامسة والربع صباحا وجدتها مستيقظة وكأنها كبرت فجأة عشرين عام.. صباح الخير ياما .. صباح النور إلك زمان صاحية .. من شوية ياما ابتسمت وأنا متيقنة أن جفنها لم يغفل .. صليتي ياما ..آه ياما صليت ودعيت .. لعله خير ياامي ماتقلقي .. ذهبنا سوياً الى شبح الرعب الذي يؤرقها ويخيفها إلى المستشفى .. جلسنا نتحدث سويا ننتظر ألبستها روب العمليات كم امقته اللون الاخضر أخذت أمازحها كلهم بكوا وقتها إلا أنا .. رغم إنني كنت أرتجف خوفا عليها كالأرنب البرية التي فاجأتها الفك المفترسة ,, لم أفارقها وضعت يدي على رأسها ولم أجد إلا كلام الله ليخفف ما أنا وهي فيه أخذت أقرأ لها وهي تبكي خائفة رويدا رويدا حتى هدئت تماماً وأخذها مني النوم ..بدأت ملامحها تصفو وأنفاسها تنتظم .. جاء التمريض ليأخذها إلى غرفة العمليات لم أودعها امقت دوما لحظات الوداع ابتسمت وهي بكت.. لم أحب لها أن تراني باكية فتماسكت كجذع كسرتها الريح ومازالت تقاوم السقوط.. أغلقوا الأبواب عليها ومنعوني من الدخول خلفها وقتها بالذات انهار بيت العنكبوت وكنت كالريشة في مهب الريح .. صرخت أمي بكيت منهارة خرجت من الغرفة وتلقفتني الأيادي مواسية وأخرى مشجعة.. كلماتهم ترن في أذني ومازالت تزعجني (( أنتي قوية إذا هيك بتعمل المتعلمة مانلوم حد تاني ,,,)) لماذا لم أخرسهم وقتها .. لربما كان حزني اكبر من أن التفت إلى حماقاتهم .. أمسكت المصحف وقرأت يس كما أوصتني .. لعلكم تدركون وقتها ماذا تعني كلمة انتظار بصدق هي احتضار بكل ماتحمله الكلمة من معنى .. وخرجت أمي ملطخة بالدماء جسدها شاحب وكان الحياة فارقتها.. انتحبت عند رأسها كان يجدر بي أن أكون قوية.. لكني وقتها لم احتمل هول ما رأيت من ضعف فلقد اعتدت عليها قوية.. وجاءت البشرى التي أعادت لي الحياة لقد نجحت عمليتها وشيئاً فشيئاً استعادت أمي وعيها وبدأت تخاطبنا.. سجدت لله شاكرة فضله.. كانت تجربة فريدة حقاً .. اختبرت فيها إلى أي مدى أنا أحب أمي

.
.