جزء مني هنا أحلامــــــــي ,,, زكريـــــاتي ,,, كلي كنت هنا

23‏/07‏/2009

ندم وألم


استيقظت على صوتها وهي تداعب شعري .. تجاهلت الصوت مرة واثنان وانا في داخلي متضايقة جداً تظاهرت بالنوم ولكنها الحت .. كنت في وقتها أحتاج ان انام واغرق في غيبوبة أحلامي هربت مني الى النوم ...


ابتسمت لها وجلسنا سوياً .. أراها كل يوم فلا جديد يضاف الى كلماتنا .. ولكني ألمس شيئاً مختلفاً فعيناها مليئة بالنجوم المالحة .. رفعت رأسها الى فوق وخاطبت نفسها هامسة .. أشعر بضيق غريب واختناق رهيب .. احترمت همسها والتزمت الصمت فقد شعرت بحاجتها للكلام وافراغ ما بداخلها .. ..


أكملت .. هو يحبني وأنا أشعر بحنانه ولكني لا أستطيع الانجرار الى عالمه فكل ما يحيط به يرفضني ويساهم في ايلامي .. سكتت قليلاً وأضافت .. وكأن هناك غصة تخنقها وتمنعها عن الاكمال..


هي زوجته وواجهته أتفهمين علياء معني هذا .. لم أرد وهي لم تنتظر ردي ...


الناس يعترفون بوجودها وينبذون وجودي .. أجهشت بالبكاء الصامت .. نظرت اليها بعتاب ولم اتفوه بكلمة فلقد كنت اعرف النتيجة مسبقاً فهو يكبرها بأكثر من عشرين عاماً وأخبرتها بذلك لكنها أصمت أذنيها .


. ابتسمت وهي تمسح دمعة ازعجتها .. وقالت: لعل ماكنت احتاجه معه حنان الأب الذي فقدته وهو حي تخلى عني فقد كنت طفلة رضيعة وذهب ولم أراه ..


بعدها تساقطت ايام عمري كأوراق الشتاء المخملية لم اعد اشعر بما مضى والقادم لا يكشف عن نفسه فقد تهت امام ماضي اليم وحاضر قاسي ... هنا بكيت لبكائها ولم أتمالك نفسي ..

بكينا سويا لكني ابتسمت خلسة ..قد تكون الحياة قاسية علينا لكن جميل جدا ان ندرك حقيقة مشاعرنا ونعرف الى اين نتجه

الى هنا

جارة القمر

.
.




16‏/07‏/2009

جــــــــــدتي


حملت القلم لتكتب ، فاهتزت مشاعرها وبكت ... وبكى قلبها ، وانحنى فؤادها أمام ذكرى الغالية ،،،

ترى منهي؟؟ ـهي حبيبة ؟؟ أم عزيزة ؟؟ .. وقف القلم محتاراً ! ترى متى ستحركني تلك السمراء بأصابعها الناعمة .. ترى ماذا ستخط بي تلك الفتاة !! هذه هي بعض التساؤلات التي طافت في مخيلة هذا القلم الحائر .. وأخيـــــــــــــــــــــــــــــراً تناولت القلم وأخذت تكتب ...

كانت في يوم من الأيام حفيدتها الغالية .. وهي جدتها الحنون ، لقد كانت جدة وام وصديقة وأخت لا مثيل لها ،، كانت طيبة القلب رحيمة هادئة ماهرة جداً في في قص الحكايات التي لن تنساها مهما مر الزمان وتغيرت الاحوال ..

فهي تارة تحكي لها عن الشاطر حسن وتارة أخرى تذهب لتشتري لها الحلوى أم تذهب بها لجمع الحطب .. انها تعرف ماتحبه تلك الفتاة وماتكره وما يفرحها ومايحزنها ،، تعرف ما يبهجها ويعكر صفو هدوئها فهي لا تفارقها أبداً حتى في الليل كانت تنام عندها ..

فيا لها من جدة رائعة كانت تلازمها ملازمة الهواء للماء .. انها لا تذكر أنها صرخت في وجهها ولو لمرة واحدة .. كانت سعادتها لا توصف وهي تجلس بجانبها وأمامها الكانون والجمر كانه جبل من نار ملتهبة عليها ابريق الشاي ، وجدتها تحرك الجمر بالملقط .. دفئ خاص يملأ المكان لا دفئ الحرارة التي من الجمر ولكنه دفئ الحنان الذي يغمرها وهي تجلس بجانب جدتها ..

ولكن الزمن لم يمهلها ولم يتركهما .. فها هي تمر الايام والجدة تشتاق لاهلها في مصر وتغادر مملكة حفيدتها لتعود محملة بالهدايا لتفرح قلب تلك الصغيرة .. عادت ولكنها كانت مريضة نقلت في نفس اليوم الى المستشفى .. وتجلس الحفيدة تنتظر فلم يكن بيديها سوى الانتظار والدعاء لم تذهب الى المستشفى تكره رؤيتها ضعيفة هزيلة فهي دوما مصدر قوتها فكيف تراها تنهار والمرض يأكل ما تبقى من جسدها الهزيل .. أخذت ترتب المكان الذي كانت تجلس عليه تشم عطر ثوبها وتنتظر ..

وفي الصباح جاءت اختها هند باكية صارخة بان جدتها فارقت الحياة انتهى كل شئ .. أتصرخ علياء أم تبكي أم ماذا تفعل .. !! صرخت وبكت بداخلها ان اليوم الذي سمعت فيه ذلك الخبر لم يغرد عصفور ولم تتدلى اشعة الشمس أظلم عالمها وأصبح باردا خاويا من ذلك الدفئ

لقد فقد العالم أطهر انسانة ولازالت عقارب الساعة تدور .. ومهما حدث لن تنسى تلك الحفيدة الانسانة التي لم يخلق لها مثيل .. فلا زالت تذكر وجهها المضئ بالنور الذي يتدفق من عينيها ..

وضعت القلم وانصرفت لشأن آخر .. تنهد القلم وقال .. لقد كانت مغامرة فريدة يسعدني اضافتها لذكرياتي التي لن أنساها أبداً أبداً

.
.
.

09‏/07‏/2009

مريضة وعرافة


وضعوا في عنقي قلادة ...

وألبسوني حجاب

اخذوني لجبل نائي ..

فيه مغارة وموقد

فيه شمطاء تدمدم

.. بخرتني ..

دمدمت بلغة غريبة

أعلنت أنها حتماً ستنسى ....

أرجعوني للديار

قالوا مريضة ستشفى ..

وضعوا في صدري مصاحف

أشربوني ماء زمزم ..

لعلي أنساك واحيا

سمعوني أقول شعراً ..

ثم غزلاً فيه شوق لحبيبي

وثانية زرنا المغارة ..

فيها شمطاء تدمدم ..

أتحفوها بالدراهم ..

قدموا بعض الهدايا ..

بخرتني ..

أمرتني بنظرة بشعة أن أنسى

أبدلت وضع الحجاب

ثم أضافت تمائم

رسمت على زندي نسراً ..

كي تطير من فؤادي

ودعتنا مع أمل أني سأنسى ..

كل يوم جالسة بعد العصاري

والبخور في يد أمي

وتقول .. انسي .. انسي ..

رجلاً قد أغواكي

مثل آدم لحواء ..

مثل سحرصنع ساحر

وأبي يدعو الهي بالصلاة ..

وصديقتي قد تواسي

فأطل بعين تعبت داعية ..

ياالهي لاتدعني أنسى حبيبي

.
.
.